( وقل جاء الحق ) الآية وإما لتأكيد مفهومه كبيت النابغة فإن صدره دل بمفهومه على نفي الكامل من الرجال فحقق ذلك وقرره بعجزه وإما بالتكميل ويسمى الاحتراس أيضا وهو أن يؤتى في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه وهو ضربان ضرب يتوسط الكلام كقول طرفة .
( فسقى ديارك غير مفسدها ... صوب الربيع وديمة تهمى ) .
وقول الآخر .
( لو أن عزة خاصمت شمس الضحى ... في الحسن عند موفق لقضى لها ) .
إذ التقرير عند حاكم موفق فقوله موفق تكميل وقول ابن المعتز .
( صببنا عليها ظالمين سياطنا ... فطارت بها أيد سراع وأرجل ) .
وضرب يقع في آخر الكلام كقوله تعالى ( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) فإنه لو اقتصر على وصفهم بالذلة على المؤمنين لتوهم أن ذلتهم لضعفهم فلما قيل أعزة على الكافرين علم أنها منهم تواضع لهم ولذا عدى الذل بعلى لتضمينه معنى العطف كأنه قيل عاطفين عليهم على وجه التذلل والتواضع ويجوز أن تكون التعدية بعلى لأن المعنى أنهم مع شرفهم وعلو طبقتهم وفضلهم على المؤمنين خافضون لهم أجنحتهم .
ومنه قول ابن الرومي فيما كتب به إلى صديق له إني