فتفصل الثانية عنها كما يفصل الجواب عن السؤال .
وقال السكاكي فينزل ذلك منزلة الواقع ثم قال وتنزيل السؤال بالفحوى منزلة الواقع لا يصار إليه إلا لجهات لطيفة إما لتنبيه السامع على موقعه أو لإغنائه أن يسأل أو لئلا يسمع منه شيء أو لئلا ينقطع كلامك بكلامه أو للقصد إلى تكثير المعنى بتقليل اللفظ وهو تقدير السؤال وترك العاطف أو لغير ذلك مما ينخرط في هذا السلك ويسمى الفصل لذلك استئنافا وكذا الجملة الثانية أيضا تسمى استئنافا والاستئناف ثلاثة أضرب لأن السؤال الذي تضمنته الجملة الأولى إما عن سبب الحكم فيها مطلقا كقوله .
( قال لي كيف أنت قلت عليل ... سهر دائم وحزن طويل ) .
أي ما بالك عليلا أو ما سبب علتك وكقوله .
( وقد غرضت من الدنيا فهل زمني ... معط حياتي لعز بعدما غرضا ) .
( جربت دهري وأهليه فما تركت ... لي التجارب في ود امرىء غرضا ) .
أي لم تقول هذا ويحك وما الذي اقتضاك أن تطوي عن الحياة إلى هذا الحد كشحك وإما عن سبب خاص له كقوله تعالى ( وما أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ) كأنه قيل هل النفس أمارة بالسوء فقيل إن النفس لأمارة بالسوء وهذا الضرب يقتضي تأكيد الحكم كما مر في باب أحوال الإسناد وإما عن غيرهما كقوله تعالى ( قالوا سلاما قال سلام ) كأنه قيل فماذا قال