إبراهيم عليه السلام فقيل قال سلام .
ومنه قول الشاعر .
( زعم العواذل أنني في غمرة ... صدقوا ولكن غمرتي لا تنجلي ) .
فإنه لما أبدى الشكاية من جماعات العذال كان ذلك مما يحرك السامع ليسأل أصدقوا في ذلك أم كذبوا فأخرج الكلام مخرجه إذا كان ذلك قد قيل له ففصل .
ومثله قول جندب بن عمار .
( زعم العواذل أن ناقة جندب ... بجنوب خبت عريت وأجمت ) .
( كذب العواذل لو رأين مناخنا ... بالقادسية قلن لج وذلت ) .
وقد زاد هنا أمر الاستئناف تأكيدا بأن وضع الظاهر موضع المضمر من حيث وضعه وضعا لا يحتاج فيه إلى ما قبله وأتى به مأتى ما ليس قبله كلام .
ومن الأمثلة قول الوليد .
( عرفت المنزل الخالي ... عفا من بعد أحوال ) .
( عفاه كل حنان ... عسوف الوبل هطال ) .
فإنه لما قال عفا وكان العفاء مما لا يحصل للمنزل بنفسه كان مظنة أن يسأل عن الفاعل ومثله قول أبي الطيب .
( وما عفت الرياح له محلا ... عفاه من حدا بهم وساقا ) .
فإنه لما نفى الفعل الموجود عن الرياح كان مظنة أن يسأل عن الفاعل وأيضا من الاستئناف ما يأتي بإعادة اسم ما استؤنف عنه كقولك أحسنت إلى زيد زيد حقيق بالإحسان ومنه ما يبني على صفته كقولك أحسنت إلى زيد صديقك القديم أهل لذلك وهذا أبلغ