فأما ما تدعيه دوس لعمرو بن حممة فالخبر فيه وفي عامر بن الظرب واحد وهو أنه كان كل واحد منهما حكما للعرب يتحاكمون إليه في كل معضلة وعمرو بن حممة في هذا الحديث أشهر وذلك أن العرب أتوه يتحاكمون إليه فغلط في بعض حكومته وكان الشيخ قد أسن وتغير فقالت له بنته إنك قد صرت تهم في حكمك يقال وهم الرجل إذا غلط وذهب وهمي إلى كذا أي ظني وأوهم إذا أسقط فقال لابنته إذا رأيت ذلك فاقرعي لي العصا وكانت إذا قرعت له بالعصا ثاب إليه حلمه فأصاب في حكمه .
وأما ما تدعيه بنو قيس بن ثعلبة فيزعمون أن سعد بن مالك بن ضبيعة ابن قيس أتى النعمان الأكبر ومعه خيل بعضها يقاد وبعضها أعراء مهملة فلما انتهى إلى النعمان سأله عنها فقال له سعد إني لم أقد هذه لأمنعها ولم أعر هذه لأهبها فسأله النعمان عن أرضه هل أصابها غيث يحمد أثره أو روى شجره فقال سعد أما المطر فغزير وأما الورق فشكير وأما النافذة فساهرة وأما الحازرة فشبعى نائمة وأما الرمثاء فقد امتلأت مساربها وابتلت جنائبها ويروى الدهناء بدل الرمثاء وأما النبائث فغدر لا تطلع وأما الحذف فعراب لا تنكع تقتر إذا ترتع .
الشكير ساعة نبته .
والنافذة ضرب من الغنم وكذلك الحازرة أيضا والرمثاء أرض .
والنبائث تراب .
والحذف غنم صغار .
وتنكع تمنع .
وتقتر تطلب القرارة وهي بقية القدر ويقال تقتر تطلب القرار وهي صغار الغنم فقال النعمان وحسده على ما رأى من ذرابة لسانه وأبيك إنك لمفوه فإن شئت آتيك بما تعيا عن جوابه فقال سعد شئت إن لم يكن منك إفراط ولا إبعاط والإبعاط مجاوزة القدر فأمر النعمان وصيفا له