فيفتحه ويقرأ ما فيه فيهجوني وأهل بيتي فلما أصبح غدا عليه الفرزدق فقال له مروان إني قد قلت في هذه الليلة أبياتا فاقرأها فقال الفرزدق وما قلت قال قلت .
( قُل للفَرَزدق والسَّفاهة كاسمها ... إن كُنْت تَارِكَ ما نَهيتُك فاجْلِس ) .
( ودَع المَدينَة إنَّها مَذْمُومةٌ ... واقصد لمكَّة أولِبَيت المَقْدِس ) .
( وإن اجْتنبْتَ من الأمور عَظِيمةً ... فاعْمِدْ لِنَفسك بالزَّمَاع الأكْيَس ) .
ففطن الفرزدق لما أراد فقال .
( يا مَرْوُ إنّ مَطيتي مَحْبُوسةٌ ... تَرجو الحَباءَ وربُّها لم يَيأسِ ) .
( وحَبْوتني بصحيفة مختومة ... يُخْشَى عليَّ بها حَبَاءُ النقرسِ ) .
( ألقِ الصحيفة يا فرزدقُ لا تَكن ... نَكداءَ مَثْلَ صَحيفة المُتلمِّس ) .
ثم رمى بالصحيفة في وجهه وخرج حتى أتى سعيد بن العاصي وعنده الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر عليهم السلام فأخبرهم الخبر فأمر له كل واحد منهم بمائة دينار وراحلة فأخذ ذلك وتوجه إلى البصرة .
وصار إلى مروان جماعة من أهله فندموه على فعله وقالوا له تعرضت لشاعر مضر فندم وبعث إليه رسولا ومعه مائة دينار وراحلة فأوصل ذلك إليه وصار حتى قدم البصرة