له قل ما شئت فقد أدركت من مضى ولا يدركك من بقي ثم قال لسعيد هذا والله الشعر لا ما كنا نعلل به أنفسنا منذ اليوم وزاد الغلابي في حكايته هذه .
قال وقد ذكر محمد بن سلام عن أبي يحيى الضبي .
أن الحطيئة لما قال للفرزدق هذه المقالة قال كعب بن جعيل فضله على نفسك ولا تفضله على غيرك فقال الحطيئة والله أفضله على نفسي وغيري ثم قال له يا غلام أنجدت أمك قال بل أنجد أبي .
ثم أقام الفرزدق بالمدينة يختلف إلى بيوت القيان بها فلما وليها مروان بعد سعيد وفي قلبه على الفرزدق ما فيه وقد كان مروان نهاه في صدر ولايته عن المداخل التي كان يدخلها وعن قول الخنى في شعره فبعث إليه ألم أنهك عن الإفصاح بالخنى والإقرار بالفسق أخرج عن المدينة فإني عاهدت الله لئن أصبتك بها بعد ثلاثة لأقطعن لسانك .
الفرزدق ومروان .
وأخبرنا أبو بكر بن دريد ها هنا قال .
فقال الفرزدق .
( تَوَعّدني وَأَجَّلني ثَلاثاً ... كما وُعِدَتْ لمهْلِكها ثَمُودُ ) .
قال الغلابي فحدثني العباس بن بكار قال .
بعث إليه مروان بكتاب مختوم وقال توصله إلى عاملي فقد كتبت إليه أن يدفع إليك ثلاثمائة دينار فإذا أصبحت فاغد حتى تودعني وكتب إلى عامله أن يضربه مائة سوط ويحبسه ثم ندم مروان فقال يعمد إلى الكتاب