وروي عن الرياشي عن عمرو بن بكير عن الهيثم بن عدي عن حماد الراوية عن سماك بن عمرو قال أخبرني عبيد راوية الأعشى ورأيته بالحيرة زمن معاوية شيخا كبيرا قال أخبرني الأعشى قال حدثني المتلمس قال .
المتلمس وطرفة عند عمرو بن هند .
قدمت أنا وطرفة بن العبد على عمرو بن هند وكان غلاما معجبا تائها يتخلج في مشيته بين يديه فنظر إليه نظرة كادت تقتلعه من الأرض وكان عمرو لا يبتسم ولا يضحك وكانت العرب تسميه مضرط الحجارة وملك ثلاثا وخمسين سنة وكانت العرب تهابه هيبة شديدة له يقول الذهاب العجلي .
( أَبَى القَلبُ أَنْ يَهْوَى السِّدِيرَ وَأهْلَه ... وإن قِيل عَيْشٌ بالسَّدير غَريرُ ) .
( فلا أنذرُوا الحيَّ الذي نَزَلُوا به ... وإنِّي لِمن لم يَأْتِه لَنَذِيرُ ) .
( به البَقُّ والحُمَّى وَأُسْدُ خَفِيَّة ... وَعَمرُو بنُ هِند يَعْتِدِي وَيَجورُ ) .
قال المتلمس فقلت لطرفة إني لأخاف عليك من نظرته إليك هذه مع ما قلت قال كلا فكتب لنا كتابا إلى المكعبر كتب ولم نره وختم ولم نره لي كتاب وله كتاب وكان المكعبر عامله على عمان والبحرين فخرجنا حتى إذا هبطنا بذي الركاب من النجف إذا أنا بشيخ على يساري يتبرز ومعه كسرة يأكلها وهو يقصع القمل فقلت تالله ما رأيت شيخا أحمق