اجترأ عليك فلم يكن ليجترىء علي ولا ليغرني ولا ليقدم علي فلما غلبه صار المتلمس إلى الشام وقال .
( منَ مُبلِغ الشّعراء عَن أَخَوَيْهِم ... نَبأً فَتَصْدُقَهمْ بذاك الأنْفُس ) .
( أوْدَى الذي عَلِق الصَّحيفةَ منهما ... ونَبا حِذَارَ حِبَائه المُتلمّسُ ) .
( ألْقَى صحيفَته وَنَجَّت كورَهُ ... وَجْناءُ مُجْمرة المَناسم عِرْمِسُ ) .
( عَيْرانَةٌ طَبَخَ الهَواجرُ لحمها ... فكأنّ نُقْبَتَها أدِيمٌ أمْلَسُ ) .
( أُجُدٌ إذا ضَمرتْ تَعزَّز لحمُها ... وإذا تُشَدُّ بِنِسْعها لا تَنْبِسِ ) .
( وَتَكاد مِن جَزَع يَطِيرُ فُؤادُها ... إنْ صاحَ مُكَّاءُ الضُّحا مُتَنَكِّسُ ) .
الوجناء الضخمة الغليظة الصلبة كأنها لصلابتها ضربت بمواجن القصار واحدتها ميجنة وهي مدقتة .
ومجمرة المناسم مجتمعة لطيفة في صلابة .
وعظم الأخفاف من الهجنة وليس من صفة النجائب والعرمس الناقة الصلبة شبهت بالعرمس وهي الصخرة الصلبة .
وتعزز تشدد .
وتنبس تنطق وتصيح .
وطبخ الهواجر لحمها أي .
سافرت عليها حتى انجرد شعرها .
ونقبتها لونها والمكاء طائر يطير في الجو ثم يتنكس .
وقال محمد بن موسى الكاتب .
زعموا أن الكتب لم تزل في قديم الدهر منشورة غير مختومة ولا معنونة فلما قرأ المتلمس صحيفته .
التي كتبها له عمرو بن هند إلى عامله بالبحرين واطلع على سره فيها ختمت الكتب