صحيفة المتلمس .
وكان طرفة قد هجا عمرو بن هند أيضا بعدة قصائد فلما قدما عليه كتب لهما إلى عامله على البحرين وهجر وكان عامله عليهما فيما يزعمون ربيعة بن الحارث العبدي وقال لهما انطلقا فاقبضا جوائزكما فخرجا فزعموا أنهما هبطا النجف .
قال المتلمس يا طرفة إنك غلام حديث السن والملك من عرفت حقده وغدره وكلانا قد هجاه فلست آمنا أن يكون قد أمر بشر فهلم فلننظر في كتبنا هذه فإن يكن قد أمر لنا بخير مضينا فيه وإن تكن الأخرى لم نهلك أنفسنا فأبى طرفة أن يفك خاتم الملك وحرض المتلمس طرفة فأبى وعدل المتلمس إلى غلام من غلمان الحيرة عبادي فأعطاه الصحيفة ولا يدري ممن هي فقرأها فقال ثكلت المتلمس أمه فانتزع المتلمس الصحيفة من الغلام واكتفى بذلك من قوله واتبع طرفة فلم يلحقه وألقى الصحيفة في نهر الحيرة ثم خرج هاربا إلى الشام فقال المتلمس في ذلك .
( وَأَلقيتُها بالثِّنْي مِنَ جَنْب كافرٍ ... كذلك أقْنُوا كل قِطٍّ مُضَلَّلٍ ) .
( رَضِيتُ لها بالماء لمّا رَأيتها ... يَجُول بها التيّارُ في كُلِّ جَدْولِ ) .
قال أبو عمرو كافر نهر بالحيرة وقال غيره كافر نهر قد ألبس الأرض وغطاها وقال أبو عمرو أقنو أحفظ وقال غيره أقنو أجزي يقال لأقنونك قناوتك أي لأجزينك بفعلك .
والقط الصحيفة .
فيقول حفظي لهذا الكتاب أن أرمي به في الماء .
وقال المتلمس أيضا وقد كان فيما يقال قال لطرفة حين قرأ كتابه تعلمن أن الذي في صحيفتك مثل الذي في صحيفتي قال طرفة إن كان