فإنكم إن تركتموني وحدي أكلتني السباع وقتلني العطش ففعلوا فأقبل معهم فنزل منزلا فنحروا جزورا في يوم شديد الحر فقال بعضهم ظللوا لحمكم لا يفسد فقال بيهس لكن بالأثلات لحم لا يظلل فقالوا إنه لمنكر وهموا أن يقتلوه ثم تركوه ففارقهم حين انشعب طريق أهله فأتى أمه فقالت ما جاء بك من بين إخوتك فقال لو خيرك القوم لاخترت فأرسلها مثلا ثم إن أمه تعطفت عليه ورقت له فقال الناسُ قد أحبت أم بيهس بيهسا ورقت له فقال بيهس ثكل أرأمها ولدا فأرسلها مثلا أي عطفها ثم جعلت تعطيه ثياب إخوته ومتاعهم فيلبسها فقال يا حبذا الترات لولا الذلة فذهبت مثلا ثم أتى على ذلك ما شاء الله ثم إنه مر على نسوة من قومه وهن يصلحن امرأة يردن أن يهدينها لبعض القوم الذين قتلوا إخوته فكشف عن استه ثوبه وغطى رأسه به فقلن ويلك ما تصنع يا بيهس فقال .
( الْبس لكُلّ عيشة لَبُوسَها ... إمَا نَعِيمَها وإما بُوسها ) .
فأرسلها مثلا فلما أتى على ذلك ما شاء الله جعل يتتبع قتلة إخوته فيقتلهم ويتقصاهم حتى قتل منهم ناسا كثيرا فقال بيهس .
( يا لَها نَفْساً يا لَهَا إنَّني ... لها الطُّعمُ والسّلامَهْ ) .
( فقَد قَتل القَومُ إخْوَتها ... بكُلِّ واد زُقاءُ هَامَهْ ) .
( فَلأَطرقَنْ قَوماً وَهُمْ نيامٌ ... وَأَبْرُكنْ بِرْكَةَ النَّعَامَهْ ) .
وبهذا البيت لقب نعامة