يدخل رجليه في يدي سرباله فقال له رجل منهم لم تلبس هذا اللبس وجعل يعلمه كيف يلبس وكان يقال إن به طرقة يعني جنونا فقال .
( البَسْ لكُل عِيشة لَبُوسَها ... إمَّا نَعِيمَها وإمَّا بُوسَها ) .
فلطمه الرجل الذي كان لطمه مرة أخرى فقال له بيهس لو نكلت عن الأولى لم تعد إلى الثانية فقال بعضهم إن مجنون فزارة هذا ليتعرض للقتل فخلوا عنه فخلوه فلما أتى أهله جعل نساؤه يتحفنه فقال يا حبذا الترات لولا الذلة فذهبت مثلا فاجتمع عليه الغم مع ما به من قلة العقل فجعلت أمه تعاتبه ويشتد عليها ذلك منه فقالت لو كان فيك خير لقتلت مع قومك فقال لو خيرت لاخترت فذهبت مثلا ثم جمع جمعا وغزا القوم الذين وتروه ومعه خال له فوجدوهم في وهدة من الأرض كبيرة فدفعه خاله عليهم وكان جسيما طويلا وإنما سمي نعامة لذلك فقاتل القوم وهو يقول مكره أخوك لا بطل فذهبت مثلا وقتل القوم وأدرك بثأره .
وقال يعقوب بن السكيت في كتاب الأمثال روي مثله عن أبي عبيدة وروى هذا الخبر أيضا أبو عبيد القاسم بن سلام واللفظ ليعقوب وروايته أتم الروايات قال .
كان بيهس وهو رجل من بني غراب بن فزارة بن ذبيان بن بغيض سابع سبعة إخوة فأغار عليهم ناس من أشجع بن ريث بن غطفان وبينهم حرب وهم في إبلهم فقتلوا ستة نفر منهم وبقي بيهس وكان يحمق وكان أصغرهم فأرادوا قتله ثم قالوا ما تريدون من قتل مثل هذا أيحسب عليكم برجل ولا خير فيه فتركوه فقال دعوني أتوصل معكم إلى الحي