غلمانه يطلب الإذن فما كان إلا قليلا حتى خرج في قميصه وردائه يتبعه حشمه .
فقال لي بعض القوم هذا خالد قد أقبل إليك قال فأردت أن أنزل إليه فوثب وثبة فإذا هو معي آخذ بعضدي يريد أن أتكىء عليه فجعلت أقول جعلني الله فداك أنزل فيأبى حتى أخذ بعضدي فأنزلني وأدخلني وقرب إلي الطعام والشراب فأكلت وشربت وأخرج إلي خمسة آلاف درهم وقال يا أبا عقيل ما آكل إلا بالدين وأنا على جناح من ولاية أمير المؤمنين فإن صحت لي لم أدع أن أغنيك وهذه خمسة أثواب خز قد آثرتك بها كنت قد ادخرتها قال عمارة فخرجت وأنا أقول .
( أَأتركُ إن قلَّت دَراهمُ خالدٍ ... زِيارَته إني إذاً للئِيمُ ) .
( فَليت بثوْبيه لنا كان خالدٌ ... وكان لبكر بالثّراء تَميمُ ) .
( فيصبِح فينا سَابقٌ مُتمَهِّلٌ ... ويُصبِح في بكرٍ أغمُّ بَهيمُ ) .
( فقد يُسْلِع المرءُ اللئيمُ اصطناعُه ... ويعتلُّ نقدُ المرء وهو كريم ) .
قال اليزيدي يسلع أي تكثر سلعته .
والسلعة المتاع .
أخبرني الصولي قال حدثني الحسن قال حدثني محمد بن عبد الله قال حدثني عمارة قال .
لما بلغ خالد بن يزيد هذا الشعر قال لي يا أبا عقيل أبلغك أن أهلي يرتضون مني ببديل كما رضيت بنو تميم بتميم بن خزيمة فقلت إنما طلبت حظ نفسي وسقت مكرمة إلى أهلي لو جاز ذلك فما زال يضاحكني .
أخبرني الصولي قال حدثنا الحسن قال .
سمعت عبد الله بن محمد النباحي يقول سمعت عمارة يقول ما هجيت بشيء أشد علي من بيت فروة