( فاطلب إليهم تَجِد ما كُنْت من حَسَنٍ ... تُسْدِي إليهم فقد ثابَتْ لهم صِرَمُ ) .
( فَقُلْتُ : عاذلتيِ أكثرتِ لائِمتي ... ولم يَمُت حاتِمٌ هُزْلاً ولا هَرِمُ ) .
قال فنظر إلي المأمون مغضبا وقال لقد علت همتك أن ترقى بنفسك إلى هرم وقد خرج من ماله في إصلاح قومه .
عمرو بن مسعدة يصله فيمدحه .
أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني العنزي قال حدثني محمد بن عبد الله قال حدثنا عمارة قال .
استشفعت بعلي بن هشام في أن يؤذن لي في الانصراف فقال ما أفعل ذلك لأنك تنشد أمير المؤمنين إذا خلوت به وتخبره عن وقائعك وفعالك ثم تخبره أنك مظلوم وقد أخذ هذا أمير المؤمنين عليك .
ثم تذاكرنا فقال أما تذكر أبا الرازي حين أوقع بقومك وأقعوا به ثم تدخل على أمير المؤمنين مغضبا فتقول .
( عَلامَ نِزارُ الخَيْل تَفْأى رُؤوسَنا ... وقد أسلَمَتْ مع النَّبِيّ نِزارُ ) .
وهي أبيات قالها حين قتلهم أبو الرازي وكان عمارة قد خرج من عند المأمون فنظر إلى رؤوس أصحابه فدخل فأنشد هذا البيت قال وأكره أن تتبعك نفسي أمير المؤمنين فيجد على من كلمه فيك فعليك بعمرو بن مسعدة وأبي عباد فإنهما يكتبان بين يدي أمير المؤمنين ويخلوان معه ويمازحانه فأتيت أبا عباد فذكرت له التشوق إلى العيال وسألته الاستئذان فصاح في وجهي وقال مقامك أحب إلى أمير المؤمنين من ظعنك وما أفعل ما يكرهه فذهبت من فوري إلى عمرو بن مسعدة فدخلت عليه وهو يختضب فشكوت إليه الأمر