الحجاج يسأل جريرا عمن هجاه من الشعراء .
وذكر ابن الكلبي عن النهشلي عن مسحل بن كسيب عن جرير في خبره مع الحجاج لما سأله عمن هجاه من الشعراء قال .
قال لي الحجاج ما لك وللراعي فقلت أيها الأمير قدم البصرة وليس بيني وبينه عمل فبلغني أنه قال في قصيدة له .
( يا صاَحبيّ دنَا الرّواحُ فَسِيرا ... غَلَب الفرزْدقُ في الهِجاء جرِيرا ) .
وقال أيضا في كلمة له .
( رأيتُ الجَحْشَ جَحْشَ بنِي كُلَيبٍ ... تَيَمّم حَوْض دِجلة ثم هابا ) .
فأتيته وقلت يا أبا جندل إنك شيخ مضر وقد بلغني تفضيلك الفرزدق علي فإن أنصفتني وفضلتني كنت أحق بذلك لأني مدحت قومك وهجاهم .
وذكر باقي الخبر نحوا مما ذكره من تقدم وقال في خبره .
فقلت له إن أهلك بعثوك مائرا وبئس والله المائر أنت وإنما بعثني أهلي لأقعد لهم على قارعة هذا المربد فلا يسبهم أحد إلا سببته فإن علي نذرا إن كحلت عيني بغمض حتى أخزيك فما أصبحت حتى وفيت بيميني قال ثم غدوت عليه فأخذت بعنانه فما فارقني حتى أنشدته إياها فلما بلغت قولي .
( أَجَندلُ ما تَقُولُ بَنُو نُميْرٍ ... إذَا ما الأيرُ في اسْتِ أَبيكِ غَابا ؟ ) .
قال فأرسل يدي ثم قال يقولون شرا والله .
جرير يهجوه أمام الفرزدق .
أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال حدثني محمد بن الحسن بن الحرون قال قال أبو عبيدة