أنشد جرير الراعي هذه القصيدة والفرزدق حاضر فلما بلغ فيها قوله .
( بها برَصٌ بأسفل إسكَتَيْها ... ) .
غطى الفرزدق عنفقته بيده فقال جرير .
( كَعَنْفقةِ الفَرَزْدق حينَ شَابا ... ) .
فقال الفرزدق أخزاك الله والله لقد علمت أنك لا تقول غيرها قال فسمع رجل كان حاضرا أبا عبيدة يحدث بها فحلف يمينا جزما أن الفرزدق لقن جريرا هذا المصراع بتغطية عنفقته ولو لم يفعل لما انتبه لذلك وما كان هذا بيتا قاله متقدما وإنما انتبه لذلك .
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن سلام قال أخبرني أبو الغراف قال .
الذي هاج التهاجي بين جرير والراعي أن الراعي كان يسأل عن جرير والفرزدق .
فيقول الفرزدق أكرمهما وأشعرهما فلقيه جرير فاستعذره من نفسه .
ثم ذكر باقي الخبر مثل ما تقدم وزاد فيه .
أن الراعي قال لابنه جندل لما ضرب بغلته .
( ألم تَر أنّ كلبَ بَني كُليبٍ ... أراد حِياضَ دِجلةَ ثم هابا ) .
ونفرت البغلة فزحمته حتى سقطت قلنسوة جرير فقال الراعي لابنه أما والله لتكونن فعلة مشؤومة عليك وليهجوني وإياك فليته لا يجاوزنا ولا يذكر نسوتنا .
وعلم الراعي أنه قد أساء وندم فتزعم بنو نمير أنه حلف ألا يجيب