وأوقد جحوش بن عمرو نار الحرب في رأس جرعاء طويلة فاجتمعت إليه بنو أبي بكر وخرج قراد هاربا إلى بشر بن مروان وهو ابن عمته حتى إذا كان بالقنان حميت عليه الشمس فأناخ إلى بيت امرأة من بني أسد فقال في بيتها فبينا هو نائم إذ نبهته الأسدية فقالت له ما دهاك ويحك انظر إلى الطير تحوم حول ناقتك فخرج يمشي إلى ناقته فإذا هي قد خدجت والطير تمزق ولدها فجاء فأخبرها فقالت إن لك لخبرا فأصدقني عنه فلعلَّه أن يكون لك فيه فائدةٌ فأخبرها أنه مطلوب بدم فهو هارب طريد قالت فهل وراءك أحد تشفق عليه فقال أخ لي يقال له جبأة وهو أحب الناس إلي .
قالت فإنه في أيدي أعدائك فارجع أو امض فخرج لوجهه إلى بشر .
قال ولما حرض القتال قومه على الطلب بثأرهم في الجعفريين وعيرهم بالقعود عنهم مضى جميعهم لقتال بني جعفر فقال لهم الجعفريون يا قومنا ما لنا في قتالكم حاجة وقاتل صاحبكم قد هرب وهذا أخوه جبأة فاقتلوه فرضوا بذلك فأخذوا جبأة فلما صاروا بأسود العين قدمه جحوش فضرب عنقه بأخيه سعيد .
قصيدة تحريض .
ومما قاله القتال في تحريضهم في قصيدة طويلة .
( فيا لأبي بكر ويا لجحَوَّشٍ ... وللَّهِ مَوْلى دَعوةٍ لا يُجابُها ) .
( أفي كلِّ عامٍ لا تزالُ كتيبةٌ ... ذُؤيْبيَّةٌ تهفُو عليكم عُقابُها ) .
( لهم جَزَرٌ منكم عَبِيطٌ كأنَّه ... وقاعُ الملوك فتكُها واغتصابُها )