وقال أبو زيد .
وكان عروة يأتي حياض الماء التي كانت إبل عفراء تردها فيلصق صدره بها فيقال له مهلاً فإنك قاتل نفسك فاتق الله .
فلا يقبل حتى أشرف على التلف وأحس بالموت .
فجعل يقول .
( بِيَ اليأسُ والدَّاءُ الهُيامُ سُقِيتُهُ ... فإيّاكَ عنِّي لا يكُنْ بك ما بِيَا ) .
خبر موته .
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون عن أبي السائب قال .
أخبرني ابن أبي عتيق قال والله إني لأسير في أرض عذرة إذا بامرأة تحمل غلاما جزلا ليس يحمل مثله فعجبت لذلك حتى أقبلت به فإذا له لحية فدعوتها فجاءت فقلت لها ويحك ما هذا فقالت هل سمعت بعروة ابن حزام فقلت نعم قالت هذا والله عروة .
فقلت له أنت عروة فكلمني وعيناه تذرفان وتدوران في رأسه وقال نعم أنا والله القائل .
( جَعلتُ لعرَّافِ اليمامةِ حُكمَهُ ... وعرَّافِ حَجْرٍ إن هما شفَياني ) .
( فقالا : نعم نَشفِي من الدَّاءِ كُلِّهِ ... وقاما مع العُوَّاد يَبْتدِران ) .
( فعَفْراءُ أحظى الناسِ عندي مَوَدَّةً ... وعَفْراءُ عنِّي المُعْرِضُ المُتَواني ) .
قال وذهبت المرأة فما برحت من الماء حتى سمعت الصيحة فسألت