ابن عم له بالشام لا باليمن فلما رآها وقف دهشا ثم قال .
( فما هي إلا أن أراها فُجَاءَةً ... فأُبْهَتَ حتى ما أكادُ أُجيبُ ) .
( وأصْدِفُ عن رأيي الذي كُنت أرتَئي ... وأَنسَى الذي أزْمَعتُِ حين تغيبُ ) .
( ويُظهرُ قلبي عُذرَها ويُعِينُها ... عليَّ فما لِي في الفؤادِ نَصِيبُ ) .
( وقد عَلِمَتْ نفسي مكانَ شِفائها ... قريباًِ وهل ما لا يُنالُ قريبُ ؟ ) .
( حَلفتُ بربِّ السَّاجدينَ لربِّهم ... خُشوعاًِ وفوقَ السَّاجدينَ رَقيبُ ) .
( لئن كان بَردُ الماءِ حرَّانَ صادياً ... إليَّ حَبيباً إنَّها لحبِيبُ ) .
لم ينفعه وعظ ولا دواء .
وقال أبو زيد في خبره .
ثم عاد من عند عفراء إلى أهله وقد ضني ونحل وكانت له أخوات وخالة وجدة فجعلن يعظنه ولا ينفع وجئن بأبي كحيلة رباح بن شداد مولى بني ثعيلة وهو عراف حجر ليداويه فلم ينفعه دواؤه .
وذكر أبو زيد قصيدته النونية التي تقدم ذكرها وزاد فيها .
( وعينانِ ما أوفَيتُ نشْزاً فتنُظرا ... مآقيهما إلا هما تَكِفانِ ) .
( سِوَى أنَّنِي قد قلتُ يوْماً لصاحِبي ... ضُحًى وقَلُوصانا بنا تخِدان ) .
( ألا حبّذَا من حُبِّ عفراءَ وادياً ... نَعامٌ وبُزْلٌ حيْثُ يلتقيان )