قدمهما وبينهما مرفقتان محشوتان بالليف .
ثم طلعت علينا عجوز كلفاء عجفاء كأن شعرها شعر ميت عليها قرقل هروي أصفر غسيل كأن وركيها في خيط من رسحها حتى جلست فقلت لأبي السائب بأبي أنت وأمي ما هذه قال اسكت فتناولت عودا فضربت وغنت .
( بَيدِ الذي شغَفَ الفُؤادَ بكمْ ... فَرَجُ الذي ألْقَى من الهمِّ ) .
قال غرير فحسنت والله في عيني وجاء نقاء وصفاء فأذهب الكلف من وجهها وزحف أبو السائب وزحفت معه .
ثم غنت .
صوت .
( بَرِح الخَفاءُ فأيَّ ما بك تَكتُم ... وَلسوْف يظْهرُ ما يُسَرُّ فيُعلَم ) .
( ممَّا تضمّنَ من غُريرةَ قلبُهُ ... يا قلبُ إنَّكَ بالحِسَانِ لمُغْرَمُ ) .
( يَا ليتَ أَنَّك يا حُسامُ بأرْضنا ... تُلْقي المراسيَ دائماً وتُخيِّمُ ) .
( فتذوقَ لذّةَ عيشِنا ونعيمَهُ ... ونكون أَجوَاراً فماذا تنقِمُ ) .
الغناء لحكم خفيف رمل بالوسطى عن الهشامي .
فقال أبو السائب إن نقم هذا فيعض بظر أمه وزحف وزحفت معه حتى قاربت النمرقة وربت العجفاء في عيني كما يربو السويق شيب بماء قربة