قال ولحق أسود بن بجير بن عائذ بن شريك العجلي النعمان بن زرعة فقال له يا نعمان هلم إلي فأنا خير آسر لك وخير لك من العطش .
قال ومن أنت قال الأسود بن بجير فوضع يده في يده فجز ناصيته وخلى سبيله وحمله الأسود على فرس له وقال له انج على هذه فإنها أجود من فرسك وجاء الأسود بن بجير على فرس النعمان بن زرعة وقتل خالد بن يزيد البهراني قتله الأسود بن شريك بن عمرو وقتل يومئذ عمرو بن عدي بن زيد العبادي الشاعر فقالت أمه ترثيه .
( وَيْحَ عمرو بن عديٍّ من رجُلْ ... حانَ يوماً بعدما قيل كَملْ ) .
( كان لا يعقِلُ حتى ما إذا ... جاءَ يومٌ يأكلُ الناسَ عَقلْ ) .
( أيُّهم دَلاَّكَ عمْرٌو للرَّدَى ... وقديماً حَيّنَ المرْءَ الأجلْ ) .
( ليت نُعمانَ عليْنا مَلِكٌ ... وبُنَيَّ لِيَ حَيٌّ لم يَزَلْ ) .
( قد تنظَّرْنا لغادٍ أوْبةً ... كان لو أغنى عن المرءِ الأمَلْ ) .
( بانَ منهُ عَضُدٌ عَنْ ساعدٍ ... بؤسَ للدّهر وبؤسَى للرجلْ ) .
قال وأفلت إياس بن قبيصة على فرس له كانت عند رجل من بني تيم الله يقال له أبو ثور فلما أراد إياس أن يغزوهم أرسل إليه أبو ثور بها فنهاه أصحابه أن يفعل فقال والله ما في فرس إياس ما يعز رجلا ولا يذله وما كنت لأقطع رحمه فيها فقال إياس .
( غَذاها أبو ثوْرٍ فلما رأيتُها ... دَخِيسَ دوَاءِ لا أُضِيعَ غِذاؤها ) .
( فأعددتُها كُفأً ليَوْمِ كريهةٍ ... إذا أَقبلتْ بكرٌ تُجَرُّ رشاؤها ) .
قال وأتبعتهم بكر بن وائل يقتلونهم بقية يومهم وليلتهم حتى أصبحوا