أسوار من الأعاجم مسور في أذنيه درتان من كتيبة الهامرز يتحدى الناس للبراز فنادى في بني شيبان فلم يبرز له أحد حتى إذا دنا من بني يشكر برز له يزيد بن حارثة أخو بني ثعلبة بن عمرو فشد عليه بالرمح فطعنه فدق صلبه وأخذ حليته وسلاحه فذلك قول سويد بن أبي كاهل يفتخر .
( ومنَّا يَزيدُ إذْ تحدَّى جُموعَكم ... فلم تَقْرَبوه المَرْزُبانُ المسهَّرُ ) .
( وبارَزَهُ مِنَّا غُلامٌ بِصَارمٍ ... حُسَامٍ إذا لاقى الضَّرِيبَة يَبتُرُ ) .
ثم إن القوم اقتتلوا صدر نهارهم أشد قتال رآه الناس إلى أن زالت الشمس فشد الحوفزان واسمه الحارث ابن شريك على الهامرز فقتله وقتلت بنو عجل خنابرين وضرب الله وجوه الفرس فانهزموا وتبعتهم بكر ابن وائل فلحق مرثد بن الحارث بن ثور بن حرملة بن علقمة بن عمرو بن سدوس النعمان بن زرعة فأهوى له طعنا فسبقه النعمان بصدر فرسه فأفلته فقال مرثد في ذلك .
( وَخَيْلٍ تَبَارَى للطِّعانِ شَهِدتُها ... فأغرقتُ فيها الرُّمْحَ والجمعُ مُحجِمُ ) .
( وأفلتَني النُّعمانُ قابَ رماحِنا ... وفوقَ قَطاةِ المهْرِ أزْرقُ لهذَمُ )