من الغد وقد شارفوا السواد ودخلوه فذكروا أن مائة من بكر بن وائل وسبعين من عجل وثلاثين من أفناء بكر بن وائل أصبحوا وقد دخلوا السواد في طلب القوم فلم يفلت منهم كبير أحد وأقبلت بكر بن وائل على الغنائم فقسموها بينهم وقسموا تلك اللطائم بين نسائهم فذلك قول الديان بن جندل .
( إن كنتِ ساقيةً يوماً على كَرمٍ ... فاسْقِي فوارسَ من ذُهلِ بن شيباناً ) .
( واسْقِي فوارسَ حامَوْا عن ديارهمُ ... واعْلِي مَفارِقَهمْ مِسكاً وَرَيْحانا ) .
قال فكان أول من انصرف إلى كسرى بالهزيمة إياس بن قبيصة وكان لا يأتيه أحد بهزيمة جيش إلا نزع كتفيه فلما أتاه إياس سأله عن الخبر فقال هزمنا بكر بن وائل فأتيناك بنسائهم فأعجب ذلك كسرى وأمر له بكسوة وإن إياسا استأذنه عند ذلك فقال إن أخي مريض بعين التمر فأردت أن آتيه وإنما أراد أن يتنحى عنه فأذن له كسرى فترك فرسه الحمامة وهي التي كانت عند أبي ثور بالحيرة وركب نجيبة فلحق بأخيه ثم أتى كسرى رجل من أهل الحيرة وهو بالخورنق فسأل هل دخل على الملك أحد فقالوا