أرسلوه لم يخطئكم فعاجلوهم باللقاء وابدأوهم بالشدة .
ثم قام هانىء بن مسعود فقال يا قوم مهلك معذور خير من نجاء معرور وإن الحذر لا يدفع القدر وإن الصبر من أسباب الظفر المنية ولا الدنية واستقبال الموت خير من استدباره والطعن في الثغر خير وأكرم من الطعن في الدبر يا قوم جدوا فما من الموت بد فتح لو كان له رجال أسمع صوتا ولا أرى قوما يا آل بكر شدوا واستعدوا وإلا تشدوا تردوا .
ثم قام شريك بن عمرو بن شراحيل بن مرة بن همام فقال يا قوم إنما تهابونهم أنكم ترونهم عند الحفاظ أكثر منكم وكذلك أنتم في أعينهم فعليكم بالصبر فإن الأسنة تردي الأعنة يا آل بكر قدما قدما .
ثم قام عمرو بن جبلة بن باعث بن صريم اليشكري فقال .
( يا قوْم لاَ تغرُرْكُمُ هذِي الخِرقْ ... وَلاَ وَميضُ البَيْضِ في الشَّمس برَقْ ) .
( مَنْ لم يقَاتلْ مِنْكُم هذِي العُنُق ... فجنِّبوه الرَّاح واسقُوه المرَقْ ) .
ثم قام حنظلة بن ثعلبة إلى وضين راحلة امرأته فقطعه ثم تتبع الظعن يقطع وضنهن لئلا يفر عنهن الرجال فسمي يومئذ مقطع الوضين .
والوضين بطان الناقة .
قالوا وكانت بنو عجل في الميمنة بإزاء خنابرين وكانت بنو شيبان في الميسرة بإزاء كتيبة الهامرز وكانت أفناء بكر بن وائل في القلب فخرج