التمر وما والاها إلى الحيرة وكان كسرى قد أطعمه ثلاثين قرية على شاطىء الفرات فأتاه في صنائعه من العرب الذين كانوا بالحيرة فاستشاره في الغارة على بكر بن وائل وقال ماذا ترى وكم ترى أن نغزيهم من الناس فقال له إياس إن الملك لا يصلح أن يعصيه أحد من رعيته وإن تطعني لم تعلم أحدا لأي شيء عبرت وقطعت الفرات فيروا أن شيئا من أمر العرب قد كربك ولكن ترجع وتضرب عنهم وتبعث عليهم العيون حتى ترى غرة منهم ثم ترسل حلبة من العجم فيها بعض القبائل التي تليهم فيوقعون بهم وقعة الدهر ويأتونك بطلبتك .
فقال له كسرى أنت رجل من العرب وبكر بن وائل أخوالك وكانت أم إياس أمامة بنت مسعود أخت هانىء بن مسعود فأنت تتعصب لهم ولا تألوهم نصحا .
فقال إياس رأي الملك أفضل فقام إليه عمرو بن عدي بن زيد العبادي وكان كاتبه وترجمانه بالعربية في أمور العرب فقال له أقم أيها الملك وابعث إليهم بالجنود يكفوك .
فقام إليه النعمان بن زرعة بن هرمي من ولد السفاح التغلبي فقال أيها الملك إن هذا الحي من بكر بن وائل إذا قاظوا بذي قار تهافتوا تهافت الجراد في النار .
فعقد للنعمان ابن زرعة على تغلب والنمر وعقد لخالد بن يزيد البهراني على قضاعة وإياد