قال وقال قيس أيضا ينذرهم .
( تَمنَّاك من ليلَى مع اللَّيل خائِلُ ... وذِكرٌ لها في القَلبِ ليس يُزَايِلُ ) .
( أُحِبّك حُبَّ الخَمرِ ما كان حُبُّها ... إلَيَّ وكُلٌّ في فؤادِيَ داخِلُ ) .
( ألا لَيتَنِي أرْشُو سِلاحي وبَغْلتي ... فيُخْبرَ قومي اليومَ ما أَنَا قائِلُ ) .
( فإنَّا ثَوَيْنا في شُعوبِ وإنَّهُمْ ... غَزَتْهُمْ جنودٌ جَمَّةٌ وقبائِلُ ) .
( وإنّ جُنودَ العُجْمِ بَيْني وبَينَكم ... فيا فَلَجِي يا قومُ إن لم تقاتلُوا ) .
قال فلما وضح لكسرى واستبان أن مال النعمان وحلقته وولده عند ابن مسعود بعث إليه كسرى رجلا يخبره أنه قال له إن النعمان إنما كان عاملي وقد استودعك ماله وأهله والحلقة فابعث بها إلي ولا تكلفني أن أبعث إليك ولا إلى قومك بالجنود تقتل المقاتلة وتسبي الذرية .
فبعث إليه هانىء .
إن الذي بلغك باطل وما عندي قليل ولا كثير وإن يكن الأمر كما قيل فإنما أنا أحد رجلين إما رجل استودع أمانة فهو حقيق أن يردها على من استودعه إياها ولن يسلم الحر أمانته .
أو رجل مكذوب عليه فليس ينبغي للملك أن يأخذه بقول عدو أو حاسد .
قال وكانت الأعاجم قوما لهم حلم قد سمعوا ببعض علم العرب وعرفوا أن هذا الأمر كائن فيهم .
فلما ورد عليه كتاب هانىء بهذا حملته الشفقة أن يكون ذلك قد اقترب فأقبل حتى قطع الفرات فنزل غمر بني مقاتل .
وقد أحنقه ما صنعت بكر بن وائل في السواد ومنع هانىء إياه ما منعه .
كسرى يستشير إياس بن قبيصة .
قال ودعا كسرى إياس بن قبيصة الطائي وكان عامله على عين