فقال ومن قال فلان بن فلان صاحب العقد .
قال فركب ابن بحدل الحسامية .
ثم خرج يسير في أثر النميري حتى طلع النميري على عمير فقال النميري في نفسه أقتله أنا أحب إلي من أن يقتله عمير لقتله الحسام بن سالم فعطف عليه وولى حميد واتبعه عمير وأصحابه وترك العسكر وأمرهم عمير أن يميلوا إلى القوم فذلك حيث يقول لفرسه .
( أقدم صِدامُ إنَّه ابنُ بحدلْ ... ) .
فاستباح عسكر ابن بحدل وانصرف .
ثم أغار عليهم يوم دهمان كما ذكر عون بن حارثة بن عدي بن جبلة أحد بني زهير عن أبيه قال .
أغار عمير على كلب فأخذ الأموال وقتل الرجال وبلغ ابن بحدل مخرجه من الجزيرة فجمع له ثم خرج يعارضه حتى إذا دنا منهم بعث العين يأخذ لهم أثر القوم فأتاه العين فأخبره أن عميرا قد أتى دهمان فاستباح فيهم ثم خلف عسكره وخرج هو في طلب قوم قد سمع بهم فقال حميد لأصحابه تهيأوا للبيات وليكن شعاركم نحن عباد الله حقا حقا .
فبيتهم فقتل فيهم فأوجع وانقلب انقلب عمير حين أصبح إلى عسكره حتى إذا أشرف على عسكره رأى ما أنكره من كثرة السواد فقال لأصحابه إني أرى شيئا ما أعرفه وما هو بالذي خلفنا فلما رآهم ابن بحدل قال لأصحابه احملوا عليهم فقتل من الفريقين جميعا فقال ابن مخلاة .
( لقد طار في الآفاق أنَّ ابنَ بحْدَلٍ ... حُميداً شَفَي كلباً فقرَّت عيونُها ) .
وقال منذر بن حسان .
( وَباديةِ الجواعِرِ من نُمَيْرٍ ... تُنَادِي وهْيَ سافرةُ النِّقَابِ ) .
( تنَادِي بالجزيرةِ : يا لَقيْس ... وقيسٌ بئْسَ فِتيانُ الضِّراب )