من امتنع من الخروج عن المدينة وأخرجنا الباقين فلقيه أهل المدينة بقضهم وقضيضهم .
مصرع أبي حمزة مع زوجته .
قال وأقام ابن عطية بالمدينة شهرا وأبو حمزة مقيم بمكة ثم توجه إليه فقال له علي بن حصين العنبري إني قد كنت أشرت عليك يوم قديد وقبله أن تقتل هؤلاء الأسرى كلهم فلم تفعل وعرفتك أنهم سيغدرون فلم تقبل حتى قتلوا المفضل وأصحابنا المقيمين بالمدينة وأنا أشير عليك اليوم أن تضع السيف في هؤلاء فإنهم كفرة فجرة ولو قدم عليك ابن عطية لكانوا أشد عليك منه فقال لا أرى ذلك لأنهم قد دخلوا في الطاعة وأقروا بالحكم ووجب لهم حق الولاية قال إنهم سيغدرون فقال أبعدهم الله ( فمن نكثَ فإنما ينكُث على نفسِه ) قال وقدم عبد الملك بن عطية مكة فصير أصحابه فرقتين ولقي الخوارج من وجهين فصير طائفة بالأبطح وصار هو في الطائفة الأخرى بإزاء أبي حمزة فصار أبو حمزة أسفل مكة وصير أبرهة بن الصباح بالأبطح في ثمانين فارسا فقاتلهم أبرهة فانهزم أهل الشأم إلى عقبة منى فوقفوا عليها ثم كروا وقاتلهم فقتل أبرهة كمن له هبار القرشي وهو على جبل دمشق عند بئر ميمون فقتله وتفرق الخوارج وتبعهم أهل الشأم يقتلونهم حتى دخلوا المسجد والتقى أبو حمزة وابن عطية بأسفل مكة فخرج أهل مكة مع ابن عطية فقتل أبو حمزة على فم الشعب وقتلت معه امرأته وهي ترتجز وتقول .
( أنا الجُعَيداَءُ وَبنتُ الأعلمْ ... من سال عن اسمي فإسمي مَريمْ )