دينكم وأميركم فكروا واصبروا صبرا حسنا وقاتلوا قتالا شديدا فقتل بلج وأكثر أصحابه وانحازت قطعة من أصحابه نحو المائة إلى جبل اعتصموا به فقاتلهم ابن عطية ثلاثة أيام فقتل منهم سبعين رجلا ونجا ثلاثون فرجعوا إلى أبي حمزة ونصب ابن عطية رأس بلج على رمح قال واغتم الذين رجعوا إلى أبي حمزة من وادي القرى إلى المدينة وهم الثلاثون ورجعوا وجزعوا من أنهزامهم وقالوا ما فررنا من الزحف فقال لهم أبو حمزة لا تجزعوا فأنا لكم فئة وإليّ انصرفتم .
أهل المدينة يفتكون بالخوارج .
قال المدائني وخرج أبو حمزة من المدينة إلى مكة واستخلف رجلا يقال له المفضل عليها فدعا عمر بن عبد الرحمن بن أسيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن الخطاب الناس إلى قتالهم فلم يجد كبير أمر لأن القتل قد كان شاع في الناس وخرج وجوه أهل البلد عنه فاجتمع إلى عمر البربر والزنج وأهل السوق والعبيد فقاتل بهم الشراة فقتل المفضل وعامة أصحابه وهرب الباقون فلم يبق في المدينة منهم أحد فقال في ذلك سهيل أبو البيضاء مولى زينب بنت الحكم بن العاصي .
( ليت مروانَ رانا ... يوم الإثنين عَشِيَّهْ ) .
( إذ غسلنا العارَ عنّا ... وانتضيْنا المَشْرَفِيّهْ ) .
قال فلما قدم ابن عطية المدينة أتاه عمر بن عبد الرحمن بن اسيد فقال له أصلحك الله إني جمعت قضي وقضيضي فقاتلت هؤلاء فقتلنا