الغيب لمخلوق لا يعلم أحدهم ما في داخل بيته بل لا يعلم ما ينطوي عليه ثوبه أو يحويه جسمه ينقمون المعاصي على أهلها ويعلمون إذا ظهروا بها ولا يعرفون المخرج منها جفاة في الدين قليلة عقولهم قد قلدوا أهل بيت من العرب دينهم وزعموا أن موالاتهم لهم تغنيهم عن الأعمال الصالحة وتنجيهم من عقاب الأعمال السيئة ( قاتلهم الله أنَّى يُؤفَكون ) فأي هؤلاء الفرق يا أهل المدينة تتبعون أو بأي مذاهبهم تقتدون وقد بلغني مقالتكم في أصحابي وما عبتموه من حداثة أسنانهم ويحكم وهل كان أصحاب رسول الله وآله المذكورون في الخير إلا أحداثا شبابا شباب والله مكتهلون في شبابهم غضيضة عن الشر أعينهم ثقيلة عن الباطل أرجلهم أنظاء عبادة قد نظر الله إليهم في جوف الليل منحنية أصلابهم على أجزاء القرآن كلما مر أحدهم بآية من ذكر الله بكى شوقا وكلما مر بآية من ذكر الله شهق خوفا كأن زفير جهنم بين أذنيه قد أكلت الأرض جباههم وركبهم ووصلوا كلال الليل بكلال النهار مصفرة ألوانهم ناحلة أجسامهم من طول القيام وكثرة الصيام أنضاء عبادة موفون بعهد الله منتجزون لوعد الله قد شروا أنفسهم حتى إذا التقت الكتيبتان وأبرقت سيوفها وفوقت سهامها وأشرعت رماحها لقو شبا الأسنة وشائك السهام وظباة السيوف بنحورهم ووجوههم وصدورهم فمضى الشاب منهم قدما حتى اختلفت رجلاه على