عنق فرسه واختضبت محاسن وجهه بالدماء وعفر جبينه بالثرى وانحطت عليه الطير من السماء وتمزقته سباع الأرض فكم من عين في منقار طائر طالما بكى بها صاحبها في جوف الليل من خوف الله وكم من وجه رقيق وجبين عتيق قد فلق بعمد الحديد .
ثم بكى وقال آه آه على فراق الإخوان رحمة الله على تلك الأبدان وأدخل الله أرواحهم الجنان .
قال هارون بلغني أنه بايعه بالمدينة ناس منهم إنسان هذلي وإنسان سراقي وسكسب الذي كان معلم النحو ثم خرج وخلف بالمدينة بعض أصحابه فسار حتى نزل الوادي وكان مروان قد بعث ابن عطية .
مروان ينتخب جيشا بقيادة ابن عطية .
قال هارون حدثني أبو يحيى الزهري أن مروان انتخب من عسكره أربعة آلاف استعمل عليهم ابن عطية فأمره بالجد في السير وأعطى كل رجل من أصحابه مائة دينار وفرسا عربية وبغلا لثقله وأمره أن يمضي فيقاتلهم .
وقال المدائني بعث عبد الملك بن عطية السعدي أحد بني سعد بن بكر في أربعة آلاف معه فرسان من أهل الشأم ووجوههم منهم شعيب البارقي ورومي بن عامر المري وقيل بل هو كلابي وفيهم ألف من أهل الجزيرة وشرطوا على مروان أنهم إذا قتلوا عبد الله بن يحيى وأصحابه رجعوا إلى الجزيرة ولم يقيموا بالحجاز فأجابهم إلى ذلك قالوا فخرج حتى إذا نزل بالمعلى .
فكان رجل من أهل المدينة يقال له العلاء بن أفلح مولى أبي الغيث يقول