قال فدعا به ووصله ثم خص بالفضل وقدم معه فقرب من قلب يحيى بن خالد وصار صاحب الجماعة وزمام أمرهم .
تقرب إلى الرشيد بهجاء آل أبي طالب .
أخبرني حبيب بن نصر المهلبي قال حدثني علي بن محمد النوفلي أن أبان بن عبد الحميد عاتب البرامكة على تركهم إيصاله إلى الرشيد وإيصال مديحه إليه فقالوا له وما تريد من ذلك فقال أريد أن أحظى منه بمثل ما يحظى به مروان بن أبي حفصة فقالوا له إن لمروان مذهبا في هجاء آل أبي طالب وذمهم به يحظى وعليه يعطى فاسلكه حتى نفعل قال لا أستحل ذلك قالوا فما تصنع لا يجيء طلب الدنيا إلا بما لا يحل فقال أبان .
( نشَدتُ بحقّ الله مَن كان مسلما ... أَعُمُّ بما قد قلتُه العُجمَ والعرَبْ ) .
( أعَمُّ رسولِ الله أقربُ زلفةً ... لديه أم ابنُ العمّ في رتبة النسبْ ) .
( وأيُّهما أولى به وبعهده ... ومَن ذا له حقُّ التُّراث بما وجَبْ ) .
( فإن كان عبّاسٌ أحقّ بتلكمُ ... وكان عليٌّ بعد ذاكَ على سَببْ ) .
( فأبناء عباسٍ هُمُ يرثونه ... كما العمُّ لإبن العمِّ في الإِرث قد حَجَبْ ) .
وهي طويلة قد تركت ذكرها لما فيه فقال له الفضل ما يرد على أمير المؤمنين اليوم شيء أعجب إليه من أبياتك فركب فأنشدها الرشيد فأمر لأبان بعشرين ألف درهم ثم أتصلت بعد ذلك خدمته الرشيد وخص به .
أخبرنا أبو العباس بن عمار عن أبي العيناء عن أبي العباس بن رستم قال دخلت مع أبان بن عبد الحميد على عنان جارية الناطفي وهي في