يتعابثان بالهجاء فيهجوه المعذل بالكفر وينسبه إلى الشؤم ويهجوه أبان وينسبه إلى الفساء الذي تهجى به عبد القيس وبالقصر وكان المعذل قصيرا فسعى في الإصلاح بينهما أبو عيينة المهلبي فقال له أخوه عبد الله وهو أسن منه يا أخي إن في هذين شرا كثيرا ولا بد من أن يخرجاه فدعهما ليكون شرهما بينهما وإلا فرقاه على الناس فقال أبان يهجو المعذل .
( أحاجيكُمُ ما قوس لحم سِهامُها ... من الريح لم توصَلْ بِقدٍّ ولا عَقَب ) .
( وليست بشِريانٍ وليست بشَوْحَطٍ ... وليستْ بنبْعٍ لا وليستْ من الغَرَب ) .
( ألا تلك قوسُ الدّحدْحِيّ معذَّلٍ ... بها صار عبديّاً وتمَّ له النسَب ) .
( تصكُّ خياشيمَ الأنوفِ تعمُّداً ... وإن كان راميها يريد بها العُقَب ) .
( فإن تفتخر يوماً تميمٌ بحاجبٍ ... وبالقوس مضموناً لكسرى بها العرب ) .
( فحَيُّ ابن عمروٍ فاخرون بقَوْسه ... وأسهمه حتى يغلّب مَن غلبْ ) .
قال أبو قلابة فقال المعذل في جواب ذلك .
( رأيتُ أباناً يوم فِطْرٍ مصلِّياً ... فقُسِّمَ فكري واستفزني الطرَبْ )