والله ما بعثت إليك رقعة وأظن الفاسق قد فعلها ثم دعا ابنه فقرأها عليه فلما سمع ما فيها قال يا غلام لا تنزع عن البغلة .
فرجع إلى علي بن أمية فقال نشدتك الله أن تزيد على ما كان فقال له أنت آمن .
لحن عمرو الغزال في أبيات علي بن أمية رمل بالوسطى .
وقال يوسف بن إبراهيم حدثني إبراهيم بن المهدي قال حدثني محمد بن أيوب المكي .
أنه كان في خدمة عبيد الله بن جعفر بن المنصور وكان مستخفا لعمرو الغزال محبا له وكان عمرو يستحق ذلك بكل شيء إلا ما يدعيه ويتحقق به من صناعة الغناء وكان ظريفا أديبا نظيف الوجه واللباس معه كل ما يحتاج إليه من آلة الفتوة وكان صالح الغناء ما وقف بحيث يستحق ولم يدع ما يستحقه وأنه كان عند نفسه نظير ابن جامع وإبراهيم وطبقتهما لا يرى لهم عليه فضلا ولا يشك في أن صنعتهم مثل صنعته وكان عبيد الله قليل الفهم بالصناعة فكان يظن أنه قد ظفر منه بكنز من الكنوز فكان أحظى الناس عنده من استحسن غناء عمرو الغزال وصنعته ولم يكن في ندمائه من يفهم هذا ثم استزار عبيد الله بن جعفر أخاه عيسى وكان أفهم منه فقلت له استعن برأي أخيك في عمرو الغزال إنه أفهم منك وكانت أم جعفر كثيرا ما تسأل الرشيد تحويل أخيها عبيد الله وتقديمه والتنويه به فكان عيسى أخوه يعرف الرشيد أنه ضعيف عاجز لا يستحق ذلك فلما زاره عيسى أسمعه غناء عمرو