( إن تك يا ربعُ قد بَليتَ من ... الرَّيحِ فإني بالٍ من الحَزَنِ ) .
( قد كان يا ربعُ فيك لي سَكنٌ ... فصرت إذ بانَ بعدَه سَكَنِي ) .
( شبّهتُ ما أبلتِ الرياحُ مِن ... آثار حبيبي الثَّأَى بلا بَدَنِ ) .
( يا ريحُ لا تطمِسي الرموسَ ولا ... تمحِي رسومَ الديار والدمّنِ ) .
( حاشاك يا ريح أن تكونَ على ... العاشق عوناً لحادث الزَّمنِ ) .
أبو موسى الأعمى يندم على شعر قاله .
كثر الناس فيه وغناه عمرو الغزال فقال أبو موسى الأعمى .
( يا ربّ خُذني وخذ عَلِيَّا وخُذْ ... يا ريح ما تصنعين بالدِّمَنِ ) .
( عَجِّل إلى النار بالثلاثة والرابع ... عمرِو الغَزَال في قَرَنِ ) .
ثم ندم وقال هؤلاء أهل بيت وهم إخوتي ولا أحب أن أنشب بيني وبينهم عداوة وشرا فأتى أمية فقال إني قد أذنبت فيما بيني وبينكم ذنبا وقد جئتك مستجيرا بك من فتيانك فدعا بعلي بن أمية فقال يا هذا عمك أبو موسى قد أتاك معتذرا من الشعر الذي قاله قال وما هو فأنشده فقال قد ضجرنا نحن والله منه كما ضجرت أنت وأكثر وأنت آمن من أن يكون منا جواب وأتى محمد بن أمية فقال له مثل ذلك ومضى أبو موسى فأخذ علي بن أمية رقعة فكتب فيها .
( كم شاعرٍ عند نفسه فَطِن ... ليس لدينا بالشاعر الفَطِنِ ) .
( قد أَخْرَجَتْ نفسَه بغُصّتها ... يا ريحُ ما تصنَعين بالدِّمنِ ) .
ودفع الرقعة إلى غلام له وقال ادفعها إلى غلام أبي موسى وقل له يقول لك مولاك اذكرني بهذا إذا انصرفت إلى المنزل فلما انصرف إلى المنزل أتاه غلامه بالرقعة فقال ما هذه فقال التي بعثت بها إلي فقال