فانخزل دعبل واستحيا فقال له الحسن الندم توبة وهذا الرجل قد توفي ولعلك كنت تعاديه في الدنيا حسدا على حظه منها وقد مات الآن فحسبك من ذكره فقال له أصدقك يا أبا علي ما كان بيني وبينه شيء قط إلا أني سألته أن ينزل لي عن شي استحسنته من شعره فبخل علي به وأما الآن فأمسك عن ذكره فجعل الحسن يضحك من قوله واعترافه بما اعترف به .
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا إسحاق بن محمد النخعي قال .
كتب إبراهيم بن محمد بن أبي محمد اليزيدي إلى محمد بن حماد الكاتب يهجوه ويعيره بعشق الحسن بن إبراهيم بن رباح والحسن بن وهب جاريته وتغايرهما عليها .
( لي خليطَان مُحكمان يُجيدان ... لِمَا يعمَلانِه حاذقانِ ) .
( واحد يعملُ القِسيَّ فيأتيكَ ... بها في استقامةِ المِيزانِ ) .
( وفتًى يعمَل السكاكينَ في القَرْن ... مقرٌّ بحذقه الثَّقَلانِ ) .
( وهما يطلبان قَرْناً على رأسكَ ... فانظر في بعضِ ما يسأَلانِ ) .
( قلت هلْ يُؤلم الفتى قطعُ ما ... فيه تريدان أيها الفَتيان ) .
( فأجابا بلُطفِ قولٍ وفَهْمٍ ... قم فإنّا إِذاً لنَوْكى مَدان ) .
( فاقطع الآن ما برأسكَ مِنها ... إن فيما ترى لمحضُ بيانِ ) .
( ذاك خيرٌ من أن يُسمّى اسمَ سوء ... فيقالُ انظُروا إلى القَرْنانِ ) .
صوت .
( قد كان عتبُك مرَّةً مكتوما ... فاليوم أصبحَ ظاهراً معلوما )