كتب الحسن بن وهب إلى أبي تمام وقد قدم من سفر جعلت فداءك ووقاءك وأسعدني الله بما أوفى علي من مقدمك وبلغ الوطر كل الوطر بإنضمام اليد عليك وإحاطة الملك بك وأهلا وسهلا فقرّب الله دارا قربتك وأحيا ركابا أدتك وسقى بلادا يلتقي ليلها ونهارها عليك وجعلك الله في أحصن معاقله وأيقظ محارسه وأبعدها على الحوادث مراما برحمته .
رد تهمة السرقة عن أبي تمام .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن موسى قال .
قال رجل للحسن بن وهب إن أبا تمام سرق من رجل يقال له مكنف من ولد زهير بن أبي سلمى وهو رجل من أهل الجزيرة قصيدته التي يقول فيها .
( كأنّ بني القعقاع يومَ وفاته ... نُجومُ سماء خرَّ من بينها البدْرُ ) .
( تُوفِّيت الآمالُ بعدَ محمدٍ ... وأصبحَ في شُغْلٍ عن السَّفَر السفْرُ ) .
فقال الحسن هذا دعبل حكاه وأشاعه في الناس وقد كذب وشعر مكنف عندي ثم أخرجه وأخرج هذه القصيدة بعينها فقرأها الرجل فلم يجد فيها شيئا مما قاله أبو تمام في قصيدته ثم دخل دعبل على الحسن بن وهب فقال له يا أبا علي بلغني أنك قلت في أبي تمام كيت وكيت فهبه سرق هذه القصيدة كلها وقبلنا قولك فيه أسرق شعره كله وأتحسن أنت أن تقول كما قال .
( شهدتُ لقد أقوتْ مغانيكُم بَعدي ... ومَحّتْ كما مُحَّتْ وشائعُ من بُردِ ) .
( وأنْجَدتُم من بَعد إتهام دَارِكمْ ... فيا دمعُ أنجِدْني على ساكِنِي نجْدِ )