قال أحمد بن سليمان وعذلته عجوز لنا يقال لنا منى فقال لها قومي فانظري إليها واسمعي غناءها ثم لوميني فقامت معه فرأتها وسمعت غناءها فقالت له لست أعاود لومك فيها بعد هذا فأنشأ يقول .
( ويومٍ سها عنه الزمانُ فأصبحتْ ... نواظرُه قد حار عنها بَصيرُها ) .
( خلوتُ بمن أهوَى به فَتكاملتْ ... سُعودٌ أدارَ النحسَ عنَّا مُديرُها ) .
( أما تعذريني يا منى في صَبَابتي ... بمن وجْهُها كالشمس يلمَع نُورُها ) .
قال أحمد بن سليمان كان لعمي كاتب يعرف بإبراهيم .
نصراني يأنس به فسأل بنات مسألتها عمي أن يجعل رزقه ألف درهم في الشهر فلما شرب أقداحاً وطرب وثبت قائمة وقالت يا سيدي لي حاجة فوثب عمي فقام لقيامها فقالت تجعل رزق إبراهيم ألف درهم في الشهر فقال سمعا وطاعة فجلست فأنشأ يقول .
( قامت فقمتُ ولم أكن لو لم تقم ... لأُِجلّ خلقاً غيرَها فأقوما ) .
( شفعت لإِبراهيمَ في أرزاقه ... فوددتُ أني كنتُ إِبراهيما ) .
( فأجبتُها إنِّي مطيعٌ أمْرَها ... وأراه فرضاً واجباً محتُوما ) .
( ما كان أطيبَ يومَنا وأسَرَّه ... لو لم يكن بِفراقها مَخْتوما ) .
قال ثم إن عمي صار إلى أبي فأخبره الخبر فأمر أن يجعل لإبراهيم من ماله ألف درهم أخرى لشفاعتها .
تأخرت بنات عن عيادته فكتب إليها .
أخبرني الصولي قال حدثني إسماعيل بن الخطيب قال اعتل الحسن بن وهب فلم تعلم بنات بذلك وتأخرت عن عيادته فكتب إليها .
( عليلٌ أنتِ أعْلَلْتِهْ ... فلَو أنّك علّلِتهْ ) .
( بوعْدٍ أن تِزورِيه ... إذا ما مُمكنٌ نلتِهْ )