مطارحة شعرية بينها وبين العباس بن الأحنف .
أخبرني عمي قال حدثنا الحسن بن عليل العنزي قال حدثني أحمد بن القاسم العجلي قال حدثني أبو القاسم النخعي قال .
كان العباس بن الأحنف يهوى عنان جارية الناطفي فجاءني يوما فقال امض بنا إلى عنان جارية الناطفي فصرنا إليها فرأيتها كالمهاجرة له فجلسنا قليلا ثم ابتدأ العباس فقال .
( قال عباس وقَد أُجْهِد ... من وجدٍ شديدِ ) .
( ليس لي صبرٌ على الهَجْر ... ولا لذْعِ الصُّدُودِ ) .
( لا ولا يصبر للهجْرِ ... فؤادٌ من حَديدِ ) .
فقالت عنان .
( من تراهُ كان أغنَى ... منكَ عن هذا الصدودِ ) .
( بعد وصلٍ لكَ منّي ... فيه إرغامُ الحَسودِ ) .
( فاتّخذ للهَجْر إن شئتَ ... فؤاداً من حديدِ ) .
( ما رأيناكَ على ما ... كنت تَجني بجَليد ) .
فقال العباس .
( لو تجودينَ لصَبًّ ... راح ذَا وجدٍ شديدِ ) .
( وأخي جهلٍ بما قدْ ... كان يَجْني بالصدودِ ) .
( ليس مَن أحدثَ هَجْراً ... لصديقٍ بسَديدِ ) .
( ليسَ منه الموتُ إن لمْ ... تَصليه بِبَعيدِ )