( حاز طَرْفِي الذي هوى ... الحُسْنُ قَلبي وَما حوى ) .
الشعر لخالد والغناء لأبي حشيشة رمل .
فغنته فسمعت ما هو أعجب من الأول فقال يا خليلي هذا لك قلت نعم يا سيدي قال هكذا أخذناهما من محمد بن الحارث ثم شرب رطلا آخر فقلت يا نفس دعاكِ الرجل يسمعك أو يسمعك وقويت عزمي وتغنيته بشعر خالد الكاتب وهو هذا .
صوت .
( لئنْ لجَّ قلبُك في ذكره ... ولجَّ حبيبُكَ في هَجرِهْ ) .
( لقد أورث العينَ طولَ البُكا ... وعزّ الفؤادُ على صَبرِه ) .
( فإن أذهبَ القلبَ وجدٌ بهِ ... فجسمُكَ لا شكَّ في إثْرِه ) .
( وأيُّ مُحبٍّ تجافى الهَوَى ... بطُولِ التفكُّرِ لم يُبْرِه ) .
فجعل يردد البيت الأول والبيت الأخير وقال لي لا تخرجن يا خليلي من هذا إلى غيره فلم أزل أردده عليه حتى شرب ثلاثا واسترحت ساعة وشربت وطابت نفسي ثم استعادني فغنيته فأعجب به خلاف الأول فنظر إلي وضحك ولم يقل شيئا وشرب رطلا رابعا وجاءت المغرب فقال لي يا خليلي ما أشك في أنك قد أوحشت ابني منك فامض في حفظ الله تعالى .
فخرجت أطير فرحا بانصرافي سالما فلما وافيت أبا أحمد وبصر بي من بعيد قال حنطة أو شعير فقلت بل سمسم وشهد انج على رغم أنف من رغم فقال ويحك أتراني لا أعرف فضلك ولكن أحببت أن أستعين برأيه