المنازل بعد فوافى إلى أبي أحمد بن الرشيد رسول إبراهيم بن المهدي فأبلغه السلام وقال يقول لك عمك قد أعيتني الحيل في هذا الخبيث وأنا أحب أن أسمعه وهو يهرب مني فأحب أن تبعث به إلي ويكون زيرب معه تؤنسه .
فقال لي أبو أحمد لا بد أن تمضي إلى عمي فجهدت كل الجهد أن يعفيني فأبى فلما رأيت أنه لا بد لي منه لبست ثيابي ومضيت إليه وهو نازل في دسكرة فرحب بي وقرب وبسطني كل البسط ومعي زيرب ودعا بالنبيذ وأمر خدما له كبارا فجلسوا معي وشربوا وسقوني .
وعرض لي بكل حيلة أن أغني فهبته هيبة شديدة وحصرت وشرب ودعا بثلاث جوار فخرجن وجلسن وقال لهن قلن .
صوت .
( كيفَ احتيالي وأنتَ لا تصلُ ... عَيل اصطباري وقلَّتِ الحيلُ ) .
( إِن كان جِسمي هواكَ يُنحِله ... فإِن قلبي عليك يتَّكِلْ ) .
الشعر لخالد الكاتب والغناء لأبي حشيشة رمل .
وكان يسميه الرهباني عمله على لحن من ألحان النصارى سمعه من رهبان في الليل يرددونه فغناه عليه .
فقالته إحداهن فذهب عقلي وسمعت شيئا لم أسمع مثله قط فقال يا خليلي أهذا لك فقلت نعم أصلح الله الأمير وأخذتني رعدة ثم قال لهن إيه قلن .
صوت .
( رَبِّ مالي وللهوى ... ما لهذا الهوَى دَوَا )