يجد له من أملاكه كلها من عين وورق وأثاث وضيعة إلا ما كانت قيمته مائة ألف دينار فندم على ذلك ولم يجد منه عوضا وكان أمره مما يعتد على أحمد بن أبي دواد ويقول أطمعتني في باطل وحملتني على أمر لم أجد منه عوضا .
أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال زعم محمد بن عيسى الفساطيطي أن محمد بن عبد الملك اجتاز بدندن الكاتب وعليه خلع الوزارة للمتوكل لما وزر له فقال دندن .
( راح الشقيّ بخلعة النُّكْرِ ... مثل الهدِيِّ لليلة النَّحْرِ ) .
( لاتمَّ شهر بعد خِلْعَته ... حتى تراه طافيَ الجَمْرِ ) .
( ويُرى يُطاين من إساءته ... يَهْوِي لَهُ بِقَواصم الظهْرِ ) .
فكان الامر كما قال .
خبر قتله .
قال علي بن الحسين بن عبد الأعلى .
فلما قبض عليه المتوكل استعمل له تنور حديد وجعل فيه مسامير لا يقدر معها أن يتحرك إلا دخلت في جسده ثم أحماه له وجعله فيه فكان يصيح ارحموني فيقال له اسكت أنت كنت تقول ما رحمت أحدا قط والرحمة ضعف في الطبيعة وخور في المنة فاصبر على حكمك وخرج عليه عبادة فقال أردت أن تشويني فشووك