( عبدٌ عرَتْ منه خلائقُ جهلهِ ... إذ راح وهو من الثَّراء سمينُ ) .
فما كان إلا أيام حتى أوقع به .
ابن أبي دواد يتحامل عليه ويكيد له .
أخبرني عمي قال حدثني الحسن بن علي بن عبد الأعلى عن أبيه قال .
كان الواثق قد أصلح بين محمد بن عبد الملك الزيات وبين أحمد بن أبي دواد فكف محمد عن ذكره وجعل ابن أبي دواد يخلو بالواثق ويغريه به حتى قبض عليه وكان فيما بلغه عنه أنه قد عزم على الفتك به والتدبير عليه .
فقبض الواثق عليه ثم أطلقه بعد مدة ثم وزر للمتوكل وكان محمد بن عبد الملك أشار بابن الواثق وأشار ابن أبي دواد بالمتوكل وقام وقعد في أمره حتى ولي وعممه بيده وألبسه البردة وقبل بين عينيه وكان المتوكل قبل ذلك يدخل على محمد بن عبد الملك في حياة الواثق يشكو إليه جفاءه له فيتجهمه محمد ويغلظ له الرد إلى أن قال يوما بحضرته ألا تعجبون إلى هذا العاصي يعادي أمير المؤمنين ثم يسألني أن أصلح له قلبه اذهب ويلك فأصلح نفسك له حتى يصلح لك قلبه .
فكان موقع ذلك يحسن عند الواثق فدخل إليه يوما وقد كان قال للواثق إن جعفرا يدخل إلي وله شعر قفا وطرة مثل النساء فقد فضحك فأمره بأن يحلقهما ويضرب بشعرهما وجهه فلما دخل إليه المتوكل فعل ذلك به وتجهمه بالقبيح فلما ولي الخلافة خشي إن نكبه عاجلا أن يستتر أسبابه فتفوته بغيته فيه فاستوزره وخلع عليه وجعل ابن أبي دواد يغريه به ويجد عنده لذلك موقعا واستماعا حتى قبض عليه وقتله فلم