فبعث المعتصم إليه فأخذه منه فقال محمد بن عبد الملك يرثيه .
( كيف العَزاء وقد مضى لسبيلهِ ... عنا فودَّعنا الأصمُّ الأشهبُ ) .
( دبَّ الوشاةُ فأبعدوك ورُبَّما ... بَعُدَ الفتى وهو الأحبُّ الأقربْ ) .
( لله يومَ نأيتَ عنِّي ظاعناً ... وسُلبتُ قربَك أيَّ عِلْق أُسلَبُ ) .
( نفسٌ مفرَّقةٌ أقام فريقُها ... ومضى لِطِيَّته فريقٌ يُجنَبُ ) .
( فالآن إذ كُملت أداتُك كلُّها ... ودعا العيونَ إليك لونٌ معجبُ ) .
( واختيرَ من سرّ الحدائد خيرُها ... لك خالصاً ومن الحُلِيِّ الأغرَبُ ) .
( وغدَوتَ طَنّان اللجام كأنما ... في كل عُضو منك صَنْجٌ يُضرَبُ ) .
( وكأنّ سرجَك إذ علاك غمامةٌ ... وكأنما تحتَ الغمامةِ كَوكَبُ ) .
( ورأى عليَّ بك الصديقُ جلالةً ... وغدا العدوُّ وصدرهُ يتلهّبُ ) .
( أنساكَ لا زالت إذاً منسيَّةً ... نفسِي ولا زالت يَميني تُنكبُ ) .
( أضمرتُ منك اليأسَ حين رأيتُني ... وقُوَى حبالي من قُواك تقضَّبُ ) .
( ورجعتُ حين رجعتُ منكَ بحسرة ... لله ما فعل الأصمُّ الأشيبُ ) .
أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان رضوان الله عليه قال حدثني محمد بن ناصح رحمة الله عليه قال .
لحقت غلات أهل البَتّ آفة في أيام محمد بن عبد الملك من جراد وعطش فتظلم إليه جماعة منهم فوجه ببعض أصحابه ناظرا في أمرهم وكان في بصره ضعف فكتب إليه محمد بن علي البتي