يمشي رويداً وتقدمت إبله فذهبت وإنما يريد أن يباعده عنها بوادي حنين ثم قال له العديل والله لقد استرخى حقب رحلي أنزل فأغير الرحل وتعينني فنزل فغير الرحل وجعل دابغ يعينه حتى إذا شد الرحل أخرج العديل السيف فضربه حتى برد ثم ركب راحلته فنجا وأنشأ يقول .
( ألم ترني جلّلتُ بالسيف دَابغاً ... وإن كان ثأراً لم يُصبه غليلي ) .
( بوادي حنينٍ ليلةَ البدر رعتُه ... بأبيض من ماء الحَديد صَقِيلِ ) .
( وقلت لهم هذا الطريقُ أمامكم ... وَلم أك إذ صاروا لَهم بدّليل ) .
وقال أبو اليقطان كان العديل هجا جرثومة العنزي الجلاني فقال فيه .
( أُهاجي بني جِلاَّن إذ لم يكنْ لها ... حديثٌ ولا في الأولين قديم ) .
فأجابه جرثومة فقال .
( وإنّ امرأ يهجو الكرام ولم ينَل ... من الثأر إلا دابغاً للئيمُ ) .
( أتطلُب في جِلاّن وتراً ترومُه ... وفاتك بالأوتار شَرُّ غريمِ ) .
قالوا واستعدى مولى دابغ على العديل الحجاج بن يوسف وطالبه بالقود فيه فهرب العديل من الحجاج إلى بلد الروم فلما صار إلى بلد الروم لجأ إلى قيصر فأمنه فقال في الحجاج .
( أُخَوَّفُ بالحجاج حتّى كأنما ... يُحرَّك عظم في الفؤاد مَهيضُ )