أمرهم فغضبوا ورصدوه ليضربوه وخرج عمرو ومعه عبد له يسمى دابغا فوثب العديل وإخوته فأخذوا سيوفهم فقالت أمهم إني أعوذ بالله من شركم فقال لها ابنها الأسود وأي شيء تخافين علينا فو الله لو حملنا بأسيافنا على هذا الحنو حنو قراقر لما قاموا لنا فانطلقوا حتى لقوا عمرا فلما رآهم ذعر منهم وناشدهم فأبوا فحمل عليه سوادة فضرب عمرا ضربة بالسيف وضربه عمرو فقطع رجله فقال سوادة .
( ألا من يشترِي رِجلاً برجْل ... تأبَّى للقيام فلا تقوم ) .
وقال عمرو ولدابغ اضرب وأنت حر فحمل دابغ فقتل منهم رجلا وحمل عمرو فقتل آخر وتداولاهم فقتلا منهم أربعة وضرب العديل على رأسه ثم تفرقوا وهرب دابغ حتى أتى الشأم فداوى ربضة بن النعمان الشيباني للعديل ضربته ومكث مدة .
ثم خرج العديل بعد ذلك حاجا فقيل له إن دابغا قد جاء حاجا وهو يرتحل فيأخذ طريق الشأم وقد اكترى فجعل العديل عليه الرصد حتى إذا خرج دابغ ركب العديل راحلته وهو متلثم وانطلق يتبعه حتى لقيه خلف الركاب يحدو بشعر العديل ويقول .
( يا دارَ سلمى أقفرتْ من ذي قارْ ... وهل بإقفارِ الديارِ من عارْ ) .
( وقد كسينَ عرَقاً مثل القارْ ... يخرجْن من تحتِ خلالِ الأوبار ) .
فلحقه العديل فحبس عليه بعيره وهو لا يعرفه ويسير رويدا ودابغ