نومه فقال عمرو هؤلاء رؤساء حمير حملوني على قتله ليرجعوا إلى بلادهم ولم ينظروا إلي ولا لأخي .
فجعل يقتل من أشار عليه منهم بقتله فقتلهم رجلا رجلا حتى خلص إلي ذي رعين وأيقن بالشر فقال له ذو رعين ألم تعلم أني أعلمتك ما في قتله ونهيتك وبينت هذا قال وفيم هو قال في الكتاب الذي استودعتك .
فدعا بالكتاب فلم يجده فقال ذو رعين ذهب دمي على أخذي بالحزم فصرت كمن أشار بالخطأ ثم سأل الملك أن ينعم في طلبه ففعل فأتى به فقرأه فإذا فيه البيتان فلما قرأهما قال لقد أخذت بالحزم قال إني خشيت ما رأيتك صنعت بأصحابي .
قال وتشتت أمر حمير حين قتل أشرافها واختلفت عليه حتى وثب على عمرو لخيعة ينوف ولم يكن من أهل بيت المملكة فقتله واستولى على ملكه وكان يقال له ذو شناتر الحميري وكان فاسقا يعمل عمل قوم لوط وكان يبعث إلى أولاد الملوك فيلوط بهم و كانت حمير إذا ليط بالغلام لم تملكه ولم ترتفع به و كانت له مشربة يكون فيها يشرف على حرسه فإذا أتي بالغلام أخرج رأسه إليهم وفي فيه السواك فيقطعون مشافر ناقة المنكوح وذنبها فإذا خرج صيح به أرطب أم يباس فمكث بذلك زمانا .
حتى نشأ زرعة ذو نواس و كانت له ذؤابة وبها سمي ذا نواس وهو الذي تهود وتسمى يوسف وهو صاحب الأخدود بنجران و كانوا نصارى فخوفهم وحرق الإنجيل وهدم الكنائس ومن أجله غزت الحبشة