ابن عم له وأقبل إلى أرض العراق حتى إذا صار على شاطئ الفرات قالت وجوه حمير ما لنا نفني أعمارنا مع هذا نطوف في الأرض كلها ونفرق بيننا وبين بلدنا وأولادنا و عيالنا وأموالنا فلا ندري من نخلف عليهم بعدنا .
فكلموا أخاه عمرا و قالوا له كلم أخاك في الرجوع إلى بلده وملكه قال هو أعسر من ذلك وأنكر فقالوا فاقتله ونملكك علينا فأنت أحق بالملك من أخيك وأنت أعقل وأحسن نظرا لقومك فقال أخاف ألا تفعلوا وأكون قد قتلت أخي وخرج الملك عن يدي فواثقوه حتى ثلج إلى قولهم وأجمع الرؤساء على قتل أخيه كلهم إلا ذا رعين فإنه خالفهم وقال ليس هذا برأي يذهب الملك من حمير فشجعه الباقون على قتل أخيه فقال ذو رعين أن قتلته باد ملكك .
فلما رأى ذو رعين ما أجمع عليه القوم أتاه بصحيفة مختومة فقال يا عمرو إني مستودعك هذا الكتاب فضعه عندك في مكان حريز وكتب فيه .
( ألا مَنْ يشتري سهراً بنومٍ ... سعيد مَنْ يبيت قريرَ عَينِ ) .
( فإن تكُ حَميرٌ غَدَرتْ وخانتْ ... فمعذرةُ الإله لذي رُعيْن ) .
قتله أخوه وهو نائم فامتنع منه النوم .
ثم إن عمرا أتى حسان أخاه وهو نائم على فراشه فقتله واستولى على ملكه فلم يبارك فيه وسلط الله عليه السهر وامتنع منه النوم فسأل الأطباء و الكهان و العياف فقال له كاهن منهم إنه ما قتل أخاه رجل قط إلا منع