لعادته بذلك فلم يزل يهذي بهذا وشبهه مدة خرفه حتى مات .
قال وخرفت امرأة من حي كرام عظيم خطرهم وخطرها فيهم فكان هجيراها زوجوني قولوا لزوجي يدخل مهدوا لي إلى جانب زوجي فقال عمر بن الخطاب وقد بلغه خبرها ما لهج به أخو عكل النمر بن تولب في خرفه أفخر وأسرى وأجمل مما لهجت به صاحبتكم ثم ترحم عليه .
رثى اخاه الحارث .
أخبرني ابن المرزبان قال حدثني أبو بكر العامري قال حدثني علي بن المغيرة الأثرم عن أبي عبيدة قال .
مات الحارث بن تولب فرثاه النمر فقال .
( لا زال صوبٌ مِنْ ربيع وصيِّف ... يجودُ على حسن الغميم فيثرِب ) .
( فو الله ما أسقي البلادَ لحبِّها ... و لكنما أسقيكَ حار بن تولَب ) .
( تضمنْتَ أدوّاء العشيرة بينَها ... و أنت على أعواد نَعش مقُلَّب ) .
( كأن امرأً في الناس كنتَ ابنَ أُمه ... على فَلَج من بطن دجلة مطنب ) .
قال حماد الراوية كان النمر بن تولب كثير البيت السائر و البيت المتمثل به فمن ذلك قوله .
( لا تغضبنَّ على امرئ في ماله ... و على كرائم صُلب مالكَ فاغضَبِ ) .
( و إذا تصبك خصاصة فارجُ الغِنَى ... و إلى الذي يعطي الرغائبَ فارغبِ )