و تحته يومئذ شميلة بنت جنادة ابن بنت أبي أزهر الزهرانية وكانت قبله تحت مجاشع بن مسعود السلمي فأستأذن عليه فأذن له وكان لا يزال يأتي أمراء البصرة فيمدحهم فيعطونه و يخافون لسانه فلما دخل على ابن عباس قال له ما جاء بك إلي يا بن فسوة فقال له وهل عنك مقصر أو وراءك معدى جئتك لتعينني على مروءتي وتصل قرابتي فقال له ابن عباس وما مروءة من يعصي الرحمن ويقول البهتان و يقطع ما أمر الله به أن يوصل و الله لئن أعطيتك لاعيننك على الكفر و العصيان انطلق فأنا أقسم بالله لئن بلغني انك هجوت أحدا من العرب لأقطعن لسانك فأراد الكلام فمنعه من حضر وحبسه يومه ذلك ثم أخرجه عن البصرة .
مدح الحسن و ابن جعفر .
فوفد إلى المدينة بعد مقتل علي عليه السلام فلقي الحسن بن علي عليهما السلام وعبد الله بن جعفر عليهما السلام فسألاه عن خبره مع ابن عباس عليه السلام فأخبرهما فاشتريا عرضه بما أرضاه فقال عتيبة يمدح الحسن جعفر عليهما السلام و يلوم ابن عباس Bهما .
( أتيتُ ابنَ عباس فلم يقضِ حاجتي ... و لم يَرْجُ معروفي و لم يُخشَ منكَري ) .
( حُبستُ فلم أَنطق بعذر لحاجةٍ ... وسَدّ خَصاص البيت من كل منظرِ ) .
( وجئت و أصوات الخصوم وراءه ... كصوت الحمام في القَليب المغوَّرِ ) .
( ومَا أنا إذ زاحمتُ مصراعَ بابه ... بذي صَوَلة ضارٍ ولا بحزَوَّرِ )