خرج رجل من بني تميم انه قيس بن عاصم قال الرياشي و حقق أبو عبيدة انه قيس يوم الكلاب يلتمس أن يصيب رجلا من ملوك اليمن له فداء فبينا هو في ذلك إذ أدرك وعلة الجرمي وعليه مقطعات له فقال له على يمينك قال على يساري أقصد لي قال هيهات منك اليمن قال العراق مني أبعد قال انك لن ترى أهلك العام قال ولا أهلك تراهم و جعل وعلة يركض فرسه فإذا ظن إنها قد أعيت وثب عنها فعدا معها وصاح بها فتجري وهو يجاريها فإذا أعيا وثب فركبها حتى نجا فسأل عنه قيس فعرف انه وعلة الجرمي فانصرف و تركه فقال وعلة في ذلك .
( فِدىً لكما رحْليَّ أمّي و خالتي ... غداة الكُلاب إذ تُحَزُّ الدَّوابرُ ) .
( نجوتُ نجاء لم ير الناسُ مثلَه ... كأنّي عقابُ عند تَيْمن كاسِرُ ) .
( ولما رأيت الخيلَ تدعو مُقاعِساُ ... تنازعني من ثغرةِ النحر جائِز ) .
( فإن استطع لا تلتبسْ بي مُقاعِسُ ... ولا يرني ميدنهم و المحاضر ) .
( ولا تك لي جرَّارة مضريِّةُ ... إذا ما غدت قوت العيال تُبادر ) .
أما قوله تحز الداوبر فان أهل اليمن لما انهزموا قال قيس بن عاصم لقومه لا تشتغلوا بأسرهم فيفوتكم أكثرهم ولكن اتبعوا المنهزمين فجزوا أعصابهم من أعقابهم ودعوهم في مواضعهم فإذا لم يبق أحد رجعتم إليهم فأخذتموهم ففعلوا ذلك أهل اليمن يومئذ ثمانية آلاف عليهم